recent
أحدث الموضوعات

أهم العوامل المؤثرة في تطوير البراعم في لعبة كرة القدم

الصفحة الرئيسية

أهم العوامل المؤثرة في تطوير البراعم في لعبة كرة القدم

أهم العوامل المؤثرة في تطوير البراعم في لعبة كرة القدم

كتب: أحمد مجدي


الفئات العمرية الصغرى، او ما يُعرف في عالم كرة القدم بـ "البراعم" هم الأساس في صناعة لاعبي كرة قدم بمستويات عالية، وعادة ما يُصنف اللاعب ضمن هذه الفئة حتى يبلغ 13 عامًا.


تطوير ناشئ كرة القدم في مرحلة البراعم هو مشروع طويل الأمد، ويتطلب تعاونًا وتكاملًا من عدة أطراف مختلفة، من أجل تحويل هذا الناشئ إلى لاعب كبير في عالم كرة القدم.


من خلال هذا المقال سوف نستعرض أهم العوامل الأساسية التي تساعد على تطوير الناشئ الصغير ليصبح نجمًا في عالم كرة القدم.


التأسيس الفني المبكر

تأسيس الناشئ الصغير هو حجر الأساس في تكوينه كلاعب كرة قدم، ويتحقق ذلك من خلال المدربين المختصين بتلك المراحل العمرية الصغرى.


المهارات الأساسية

من الضروري أن يكتسب الناشئ عددًا من مهارات كرة القدم الأساسية في سن صغيرة، ويعمل المدربون على تدريس تلك المهارات التي تشمل:

  1. تقنيات التمرير وتسليم واستلام الكرة
  2. التسديد
  3. السيطرة على الكرة في ظروف مختلفة
  4. التعامل مع الكرة بكلتا القدمين
  5. التمركز السليم في الملعب


 وهنا يجب أن يتمتع المدرب بالخبرة الكافية، ليس فقط في الأمور الفنية، وإنما في طريقة التعليم لمرحلة عمرية معينة، ولذلك نرى تخصص بعض المدربين في التعامل مع البراعم والفئات العمرية الصغرى دون غيرها.


التدريبات الفنية

من ضمن العوامل الحاسمة في تطوير الناشئ، هي درايته الجيدة بالأمور الفنية والتكتيكية، والتي من خلالها يعرف:

  1. كيفية أداء أدوار مختلفة في الملعب
  2. طريقة التحرك بشكل جماعي كفريق
  3. التحرك بدون كرة
  4. الاستراتيجيات الهجومية والدفاعية


التدريب البدني والجسدي

لا شك أن القدرات البدنية هي أهم العوامل التي تساعد الرياضي على النجاح والتفوق، مهما كانت اللعبة التي يمارسها، وفي كرة القدم فالأمر ليس استثناء، فإذا نظرنا إلى كثير من النجوم اللامعة في أعلى مستويات الساحرة المستديرة، قد نجد لاعبين لا يتمتعون بقدرات فنية ومهارية استثنائية، ولكنهم فرضوا أفضليتهم وتفوقهم، من خلال قدراتهم البدنية العالية.


اللياقة البدنية

في المراحل العمرية الصغرى، يجب أن يكون الناشئ خاضعًا لإشراف المختصين، الذين يعرفون مقدار الأحمال التدريبية على مدار سنوات النمو، ومراعاة ذلك باختلاف كل مرحلة عمرية.


والعوامل الأساسية في هذا الجانب يجب أن تُركز على بناء القوة، وزيادة القدرة على التحمل، وأيضا اكتساب المرونة والحركية، من خلال تدريبات متخصصة في أمور كالقفز والسرعة.


الصحة والتغذية

النظام الغذائي السليم هو واحد من أهم العوامل التي توثر في تطوير الناشئ في كرة القدم، فيجب اتباع نظام غذائي متوازن يركز على العناصر الغذائية ذات القيمة العالية، مع الابتعاد عن الوجبات السريعة، والسكر المعاد تصنيعه، وجميع الأغذية الضارة التي عادة ما تجذب الأطفال في هذا العمر.


كما يتوجب على المدربين والمختصين أن يهتموا بتحسين الاستعداد الجسدي لدى الناشئ، والذي يتحقق من خلال النوم الجيد لعدد ساعات كافية، وأيضًا ممارسة تدريبات الاسترخاء والاستشفاء.


التعزيز النفسي والعقلي

من الأخطاء الشائعة لدى مدربي فرق البراعم والناشئين، تركيزهم فقط على الجوانب الفنية والبدنية، وإغفال الجوانب النفسية، وهو ما يتسبب في عدم تقديم اللاعب لأفضل مستوياته، وعدم تحقيق الفريق الاستفادة القصوى منه.

هناك عدة أمور تساعد على تحقيق التعزيز النفسي والعقلي لدى الناشئ في المراحل العمرية الصغرى، نذكر منها:


بناء الثقة

الطفل بشكل عام، سواء في كرة القدم أو في أي مجال آخر، يحتاج للتشجيع باستمرار، وتقديم الدعم له للتعلم من الخطأ، وعدم المبالغة في تعنيفه وانتقاده.

اكتساب الثقة يُعد من أهم العوامل المؤثرة في صناعة لاعب كرة قدم كبير، فالقاعدة هي أنك لا تستطيع صناعة لاعب كبير من لاعب مفتقد للثقة.


التركيز على الفريق

من المهم أن يتعلم الناشئ في مرحلة البراعم، بعض القيم الخاصة بالعمل الجماعي، وفكرة المشاركة من أجل مصلحة الفريق

كرة القدم كلعبة جماعية تفرض على الجميع أن يعمل من أجل مصلحة الفريق، لا من أجل نجاح فردي لأحد أعضائه، ولذلك يجب أن يعي الناشئ بأن النجاح يتحقق فقط من خلال نجاح الفريق كمنظومة كاملة، ومن هنا سيعمل كل فرد من أجل هذا الهدف.


تحفيز الإبداع

من الأمور الهامة التي يجب أن ينتهجها المدرب مع الناشئ في مرحلة البراعم، إفساح المجال للاعب للإبداع والابتكار، وعدم تقييده بشكل كامل بما يُملى عليه من تعليمات، لأن ترك مساحة ولو محدودة للاعب كي يبدع، يساعده على تطوير أفكاره، ويزيد من قدراته على إيجاد حلول غير تقليدية داخل الملعب.


الدعم العائلي

يجب مراعاة توفير الدعم والتشجيع الكافي من جانب العائلة، ومن الضروري إظهار ذلك للطفل بشكلٍ واضح.

دعم العائلة يساهم -بلا شك- في زيادة الحافز لدى اللاعب، وشعوره بقيمة ما يحققه.

كما يجب على المدربين الحفاظ على تواصل مستمر مع عائلات وأولياء أمور الناشئين، ومناقشة أي أمور تخصهم.


ترسيخ القيم الأخلاقية

هناك مجموعة من القيم الأخلاقية التي يجب أن يتعلمها الناشئ في هذه المرحلة، من أهمها مبدأ اللعب النظيف Fair Play وعدم اللجوء نهائيًا لأساليب احتيالية من أجل تحقيق الفوز، كم يجب أيضًا تعزيز قيمة احترام المنافس.


تطوير وتأهيل المدربين

لأن كل ما سبق ذكره من أمور هامة لتطوير البراعم، لا يتحقق أبدًا إلا من خلال المدربين المختصين، لذا فإن التطوير المستمر لمدربي البراعم، هو أهم العوامل التي من خلالها نستطيع صناعة لاعبين كبار في كرة القدم.


احترام التخصص

ليس كل مدرب في مجال كرة القدم سيكون قادرًا على العمل مع البراعم والفئات العمرية الصغرى، وهذه المرحلة تحتاج لنوعية من المدربين المختصين بها دونًا عن غيرها، وأيضًا تحتاج للدراسة الأكاديمية بالتوازي مع الخبرة العملية.


استخدام التقنيات الحديثة

في عصرنا الحالي، ساهمت التقنيات الحديثة في تطور ملحوظ للعبة كرة القدم على كافة المستويات.

وأصبح من غير المعقول ألا يستخدم المدرب التكنولوجيا الحديثة، وأدوات تحليل البيانات، من أجل تقييم لاعبيه بشكلٍ موضوعي، والاستفادة من ذلك في تطوير وتحسين أي جوانب سلبية لديهم، فضلًا عن تعزيز الاستفادة من نقاط قوتهم بما يخدم مصلحة الفريق.


الدورات التدريبية

دائمًا ما تحرص قطاعات الناشئين والبراعم الناجحة على تطوير مدربيها باستمرار من خلال الدورات التدريبية التي تستهدف مدربي البراعم لرفع كفاءتهم، ويُحاضر فيها الخبراء المختصون.


كما تستثمر قطاعات البراعم الناجحة في إرسال مدربها لحضور فترات المعايشة في الأندية الكبرى والأكاديميات الكروية الناجحة، لرفع مستوياتهم، وإكسابهم خبرات إضافية.


وهنا لا نغفل أيضًا دور اتحادات اكرة الوطنية في تطوير مدربي الناشئين والبراعم، من خلال إتاحة فرص التأهيل والحصول على الدورات المتخصصة، بما يساهم في تحقيق منفعة عامة لمنظومة كرة القدم، ورفع جودة قاعدة الممارسين لها.


ختامًا، فأن تطوير البراعم في كرة القدم ليس مجرد تدريبات بدنية وفنية فقط، بل هو مشروع يشمل جوانب حياتية متنوعة، وعوامل نفسة واجتماعية، يساهم تحقيقها في الحصول على لاعب كرة قدم بمستوى عالي في المستقبل.


قد يعجبك: الاتحاد السكندري بطل كأس مصر 1973

google-playkhamsatmostaqltradent