ستاد الإسكندرية أقدم ملعب أولمبي في إفريقيا
يُعد ستاد الإسكندرية واحدًا من المعالم التي تشهد بأسبقية ثقافية ورياضية للمدينة، ولِمَ لا، وهو أقدم ستاد في مصر، بل وفي قارة إفريقيا بأكملها.
شهد الاستاد العديد من المنافسات الرياضية منذ تأسيسه، ولا يزال يحتضن مباريات أندية الإسكندرية حتى يومنا هذا.
فكرة إنشاء ستاد الإسكندرية
ولِدت فكرة إنشاء ستاد الإسكندرية في ذهن أنغلو بولاناكي، وهو يوناني الجنسية، وسكندري المولِد، وكان يعمل مندوبًا لمصر في اللجنة الأولمبية الدولية، وبعد مشاركة مصر في دورة الألعاب الأولمبية ستوكهولم 1912، كان بولاناكي يطمح في تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في المدينة التي وُلِد بها، فقدم مقترحًا لرئيس بلدية الإسكندرية آنذاك بإنشاء ستاد أولمبي في المدينة، وطلب تخصيص قطعة أرض للمشروع، على أن يبدأ العمل به فور توافر الأموال اللازمة.
تمت الموافقة على الفكرة، وخصصت البلدية قطعة أرض مقابل إيجار، بمنطقة الشاطبي، في المقر الحالي لنادي الاتحاد السكندري، وبذلك بدأ بولاناكي أولى خطوت تحقيق حلمه بتشييد ستاد رياضي ضخم، وشرع في تنظيم العديد من الحفلات والمسابقات الرياضية، بغرض جمع التبرعات لبناء الاستاد.
ومن الجدير بالذكر أن ملعب الشاطبي تم رفع العلم الأولمبي فيه لأول مرة في العالم عام 1913، وتم رفع العلم الأولمبي بعد ذلك في دورة الألعاب الأولمبية أنترويب 1920 في بلچيكا.
خطوات تشييد ستاد الإسكندرية
ظل بولاناكي يطرح فكرته بتشييد ستاد عالمي على كبار المسؤولين في الإسكندرية، ووصل الفكرة إلى مسامع الملك فؤاد الأول حاكم مصر في ذلك الوقت، فتحمس لها بشدة، وتم تشكيل لجنة من أعيان ونبلاء الإسكندرية، مصريين وأجانب، من أجل تنفيذ المشروع.
عقدت اللجنة 55 اجتماعًا في الفترة من 1925 حتى 1929، ووقع الاختيار على الموقع الحالي للاستاد في الحي اللاتيني، وساهم كل من الملك فؤاد والأمير عمر طوسون بقوة في التبرعات، وتم إسناد المشروع إلى المهندس المعماري الروسي نيكوسوف، والذي شيده على طراز أقواس النصر اليونانية والرومانية.
ومن الأمور الملفتة التي يتفرد بها ستاد الإسكندرية، وجود بقايا من السور الذي كان يحيط بالمدينة في العصر الإسلامي داخل الاستاد، وقد راعى المهندس الروسي ذلك الأمر عند التصميم والبناء.
قد يعجبك: حلقة السمك بالإسكندرية .. معلم أثري وليست مجرد سوق للسمك
الملك فؤاد الأول يفتتح ستاد الإسكندرية
في 17 نوفمبر 1929 قام الملك فؤاد بافتتاح ستاد الإسكندرية، في حفلٍ تميز بالفخامة وحضره آلاف المشاهدين، وكانت أهم فقراته مباراة بين فريقي الاتحاد السكندري والقاهرة، فاز فيها الاتحاد بهدفين نظيفين وحقق كأس الافتتاح.
تقرير عن فوز الاتحاد السكندري بلقب كأس مصر 1963
لمحات من تاريخ ستاد الإسكندرية
سُمي الاستاد في البداية بـ ملعب فؤاد الأول، وبعد ثورة 1952 تم تغيير الاسم إلى ملعب البلدية، ثم تغير مرةً أخرى ليصبح ستاد الإسكندرية.
يعد ستاد الإسكندرية الملعب الرسمي لفريق الاتحاد السكندري، وبعض فرق الإسكندرية الأخرى مثل سموحة والأولمبي.
احتضن الاستاد العديد من المنافسات الكبرى التي نظمتها مصر، ومنها كأس العالم للناشئين 1997، كأس أمم إفريقيا 2006 و 2019، البطولة العربية للأندية الأبطال 2017.
تم عمل تجديدات بالملعب عام 1996 وذلك في إطار الاستعداد لتنظيم مونديال الناشئين، كما تم تجديده في عدة مناسبات أخرى قبل استضافة البطولات الكبرى، وتم زيادة سعته من 13 ألف مشجع إلى 20 ألف مشجع.
قبل كأس الأمم الإفريقية 2019 التي استضافتها مصر، تم عمل تطوير كامل لاستاد الإسكندرية، حيث كان مقررًا أن يستضيف منافسات المجموعة الثانية، وشمل التطوير خمس منظومات، هي الدفاع المدني، والبوابة الإلكترونية، والإذاعة الداخلية، والكاميرات، بالإضافة إلى الإضاءة، وقاعة المؤتمرات، والمركز الإعلامي، وكبائن المعلقين.
كما تم رفع كفاءة أرضية الملعب، والشاشة الإلكترونية، والسور الخارجي، والحمامات، ومنظومة دخول الجماهير.
تقرير عن كارثة ستاد الإسكندرية في مباراة الاتحاد والكروم عام 1999