بعد تعيين بطليموس واليًا على مصر، كان يطمح لتوسيع رقعة ملكه شرقًا وغربًا، إلا أن طموحاته اصطدمت بتطلعاتٍ مماثلة لباقي القادة الذين حكموا الأقاليم المجاورة، وكانت الفترة بعد موت الإسكندر قد شهدت أحداثًا ساخنة، ومعارك، وتحالفات بين القادة، وبالطبع كان بطليموس عنصرًا بارزًا في كل تلك الأحداث.
تعرَّف على ملخص تلك الأحداث من خلال قراءة هذا الموضوع: بطليموس واليًا على مصر
من أبرز المعارك التي جرت في تلك الفترة بين خلفاء الإسكندر الأكبر هي معركة سلاميس البحرية 306 ق.م. بين بطليموس حاكم مصر وأنتيجونس حاكم آسيا الصغرى وإيران، ممثلًا في ابنه ديمتريوس.
أسفرت تلك المعركة عن انتصار حاسم لديمتريوس وفقدان بطليموس لجزيرة قبرص، وكانت لها تبعات كبيرة على أقاليم الإمبراطورية التي تركها الإسكندر المقدوني.
ما قبل معركة سلاميس
بعد الهزيمة في غزة عام 312 ق.م. أصبحت هيمنة أنتيجونس على الشرق الأدنى مهددةً بشدة، والأعداء يحيطون به من الشرق والغرب والجنوب، ومع ذلك فإن مصير إمبراطورية الإسكندر لم يكن قد حُسِم بعد.
مع تدمير جيشه في غزة، انتقل ديمتريوس ابن أنتيجونس إلى سيليشيا Cilicia ، وانتهز بطليموس الفرصة وواصل تقدمه شمالًا حتى وصل إلى صور، كما أعطى حليفه سيلوقس بعض القوات ليتوجه شرقًا، ويستعيد ملكه في بابل.
إعتقد بطليموس أن ديمتريوس قد انتهى أمره، لذا فبدلًا من أن يتعقبه بنفسه، أرسل أحد قادته، ويُدعى سيليس ليقضي على فلول جيش ديمتريوس في شمال سوريا، ولكن على عكس المتوقع نجح ديمتريوس في نصب كمين لجيش سيليس بالقرب من بلدة تسمى ميوس، وأسر 7000 جندي، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الغنائم.
عاد ديمتريوس إلى قاعدته، مدعومًا بذلك الانتصار الكبير، وطلب تعزيزات إضافية من والده أنتيجونس، ثم استأنف نشاطه وهزم بقايا قوات كاسندر الموجودة في كاريا، وسيطر على الساحل الآسيوي لبحر إيجه.
في نهاية 312 ق.م. وصل أنتيجونس إلى سوريا وانضم لديمتريوس، وبدأ في استعادة جميع الأراضي التي كان قد فقدها، واضطر بطليموس إلى التراجع داخل مصر، وظل أنتيجونس يطارده ووصل إلى حدود مصر على رأس جيشٍ ضخم، إلا أن ما منعه من دخول مصر، هو الخطر القادم من الجنوب، حيث كان الأنباط معادين له، لذا شن حملة ضدهم ليقضي على خطرهم، وقام ابنه ديمتريوس بضرب الحصار حول البتراء، ولكن تلك الحملة كانت عالية الكلفة، وغير حاسمة في نتائجها، وانتهت بتوقيع معاهدة، لم تحقق أي مكاسب حقيقية لأنتيجونس.
في خريف 311 ق.م. تلقى أنتيجونس أنباءً تفيد بهزيمة أحد جيوشه في إيران على يد سيلوقس، الذي نجح في استعادة بابل مرةً أخرى، مما جعل أنتيجونس يوقف خططه لغزو مصر، بعد أن أصبح مهددًا بفقد ولاياته الشرقية لصالح سيلوقس.
عزم أنتيجونس على المسير إلى بابل، وحتى يتفرغ لهذا الهدف قام بعقد معاهدة سلام مع خلفاء الإسكندر الآخرين، ومنهم كاسندر ولسيماخوس، كما انضم بطليموس لاحقًا لتلك المعاهدة.
أرسل أنتيجونس ابنه ديمتريوس إلى بابل في 310 ق.م. على رأس جيش قوامه 19000 جندي، وعلى الرغم من تمكن ديمتريوس من دخول بابل دون مقاومة تُذكر، إلا أن سيلوقس كان قد تحصن بمعظم قواته في إحدى القلاع، وأبدى مقاومةً شرسة، ومع طول مدة الحصار غادر ديمتريوس وترك بعض القوات تحت قيادة أرشيلوس.
عاد أنتيجونس مرة أخرى إلى بابل لقتال سيلوقس، ومن المؤكد اندلاع حرب كبيرة (لم تصلنا تفاصيل دقيقة عنها) في بابل بين الطرفين عام 308 ق.م. انتصر فيها سيلوقس، وتم إبرام معاهدة سلام، زال على إثرها أي نفوذ لأنتيجونس في الشرق.
كان على أنتيجونس أن ينتبه لتهديداتٍ أخرى يقوم بها خصمه القديم بطليموس، الذي بدأ في التوسع وكسب مزيد من الأراضي في بحر إيجه، فأمر ابنه ديمتريوس بالاستيلاء على بلاد اليونان، كما كان عازمًا على إضعاف بطليموس من خلال الاستيلاء على أهم ممتلكاته في البحر المتوسط؛ جزيرة قبرص.
قد يعجبك: بداية دولة البطالمة في مصر
واصل ديمتريوس المسير حتى وصل إلى سيليشيا وحصل على تعزيزات إضافية أرسلها له والده، ثم اتجه إلى قبرص، ونزل بقواته في شبه جزيرة كارباس Karpass في ربيع 306 ق.م. ، وكان جيشه يتألف من 15000 من المشاة، و400 من الفرسان، وكان لديه 110 سفينة ثلاثية المجاديف، و 53 سفينة حربية ثقيلة، والعديد من ناقلات الجنود.
سرعان ما عزز ديمتريوس مواقعه في الجزيرة، وقام بالاستيلاء على مدن كارباسيا، وأورانيا، ثم تحول إلى هدفه الرئيسي مدينة سلاميس.
مع اقتراب ديمتريوس من سلاميس، كانت القوات البطلمية المتمركزة فيها تبلغ 12000 من المشاة، و 800 من الفرسان، تحت قيادة منيلاوس شقيق بطليموس.
تراجع منيلاوس مع ما تبقى من قواته إلى داخل مدينة سلاميس، وبدأ ديمتريوس في فرض الحصار على المدينة برًا وبحرًا، وكان جيش ديمتريوس مجهزًا بأفضل أدوات الحصار في ذلك الوقت، ومنها المقاليع، والقاذفات، وأبراج الحصار، ومع القصف المتواصل للجدران؛ كانت المدينة على وشك السقوط، إلا أن منيلاوس بادر بالهجوم على أبراج الحصار وقام بحرقها، مما ساهم في تخفيف الضغط عن المدينة.
في تلك الأثناء كان منيلاوس قد أرسل إلى أخيه بطليموس يطلب النجدة، فقام هذا الأخير بتجهيز إمدادت سريعة، حتى لا يفقد جزيرة قبرص بالغة الأهمية، فجمع أسطول كبير مكون من 140 سفينة حربية، و 200 ناقلة جنود، تحمل نحو 10000 من المشاة، وفور وصوله إلى الجزء الجنوبي من جزيرة قبرص، انضمت له قوات أخرى.
علم ديمتريوس بالأمر، تقدم بسفنه وعليها مجموعة من خيرة جنوده، ومجهزة بأفضل أدوات الحصار، إلى ميناء سلاميس لتقوم بغلق المضيق الضيق المؤدي إلى ميناء سلاميس، ومنع سفن منيلاوس من الخروج والانضمام إلى بطليموس.
عندما أدرك بطليموس فشل خطته، استعد لبدء المعركة بما لديه من قوات، وفور رؤية ديمتريوس لقوات بطليموس تقترب، أعاد تنظيم صفوفه، وأرسل عشر سفن لتحكم غلق ميناء سلاميس وتمنع خروج سفن منيلاوس خلال المعركة.
وضع ديمتريوس أقوى سفنه على اليسار في خطٍ مزدوج، على أمل أن يسحق ميمنة قوات بطليموس، ونشر السفن المتبقية على خط واحد، ومع عدم امتلاكه للخبرة الكافية في الحرب البحرية، عهد ديمتريوس بالقيادة إلى الأدميرال ميديوس، وتبنى بطليموس استراتيجية مماثلة، وقام بتعزيز جناحه الأيسر.
بدأت المعركة بتقدم الجناح الأيسر القوي من قوات ديمتريوس للضغط على ميمنة بطليموس، واستطاعت سفن ديمتريوس القوية، والمجهزة بآلات الحصار، أن تدمر السفن المقابلة لها بسرعة ملحوظة، ثم أمر ميديوس السفن بالتحرك يمينًا لتدمير باقي الأسطول البطلمي.
في تلك الأثناء نجح بطليموس في التغلب على الجناح الأيمن لديمتريوس، ولكن هجومه كان بطيئًا للغاية، فبينما كان يشرع في تطويق قلب قوات ديمتريوس؛ أدرك أن باقي أسطوله قد تم تدميره، وأيقن أنه خسر المعركة، فبدأ في التراجع والانسحاب.
في ذلك الوقت نجح منيلاوس في اختراق الحصار المفروض على مدخل ميناء سلاميس، واستطاع الخروج بسفنه، ولكن بعد فوات الآوان، حيث كان بطليموس قد انسحب بالفعل بعد أن تكبد خسائر فادحة، حيث تم تدمير 80 سفينة، وأكثر من 40 سفينة حربية، و100 سفينة إمداد قد تم أسرها بطواقمها، بينما اقتصرت خسائر ديمتريوس على خسارة 20 سفينة تم تدميرها.
مع سقوط سلاميس، سقطت جميع الممتلكات البطلمية الأخرى في قبرص، وفي المجمل أسر ديمتريوس 16000 من المشاة و800 من الفرسان، وانضم غالبيتهم إلى جيش أنتيجونس.
وبالنسبة لبطليموس، كانت النتيجة كارثية، حيث خسر جزيرة قبرص، وهي واحدة من أهم ممتلكاته لصالح أكبر خصومه أنتيجونس، والذي أصبح الآن مهيمنًا على أكثر الأقاليم في البر والبحر.
اتخذ أنتيجونس الانتصار الكبير في سلاميس ذريعةً لإعلان نفسه ملكًا، خاصة بعد فراغ العرش المقدوني منذ قيام كاسندر حاكم مقدونيا بقتل الطفل الإسكندر الرابع الوريث الوحيد المتبقى من الأسرة المقدونية الحاكمة.
سار باقي قادة الإسكندر وخلفائه على نفس النهج، وأعلنوا نفسهم ملوكًا، حيث أعلن بطليموس نفسه ملكًا في عام 305 ق.م.، ليبدأ بذلك المرحلة الثانية من حكمه لمصر، كملك وليس والي، كما كان في السابق.
قد يعجبك: الإسكندرية البطلمية مدينة متعددة الأعراق
في نهاية 312 ق.م. وصل أنتيجونس إلى سوريا وانضم لديمتريوس، وبدأ في استعادة جميع الأراضي التي كان قد فقدها، واضطر بطليموس إلى التراجع داخل مصر، وظل أنتيجونس يطارده ووصل إلى حدود مصر على رأس جيشٍ ضخم، إلا أن ما منعه من دخول مصر، هو الخطر القادم من الجنوب، حيث كان الأنباط معادين له، لذا شن حملة ضدهم ليقضي على خطرهم، وقام ابنه ديمتريوس بضرب الحصار حول البتراء، ولكن تلك الحملة كانت عالية الكلفة، وغير حاسمة في نتائجها، وانتهت بتوقيع معاهدة، لم تحقق أي مكاسب حقيقية لأنتيجونس.
في خريف 311 ق.م. تلقى أنتيجونس أنباءً تفيد بهزيمة أحد جيوشه في إيران على يد سيلوقس، الذي نجح في استعادة بابل مرةً أخرى، مما جعل أنتيجونس يوقف خططه لغزو مصر، بعد أن أصبح مهددًا بفقد ولاياته الشرقية لصالح سيلوقس.
عزم أنتيجونس على المسير إلى بابل، وحتى يتفرغ لهذا الهدف قام بعقد معاهدة سلام مع خلفاء الإسكندر الآخرين، ومنهم كاسندر ولسيماخوس، كما انضم بطليموس لاحقًا لتلك المعاهدة.
أرسل أنتيجونس ابنه ديمتريوس إلى بابل في 310 ق.م. على رأس جيش قوامه 19000 جندي، وعلى الرغم من تمكن ديمتريوس من دخول بابل دون مقاومة تُذكر، إلا أن سيلوقس كان قد تحصن بمعظم قواته في إحدى القلاع، وأبدى مقاومةً شرسة، ومع طول مدة الحصار غادر ديمتريوس وترك بعض القوات تحت قيادة أرشيلوس.
عاد أنتيجونس مرة أخرى إلى بابل لقتال سيلوقس، ومن المؤكد اندلاع حرب كبيرة (لم تصلنا تفاصيل دقيقة عنها) في بابل بين الطرفين عام 308 ق.م. انتصر فيها سيلوقس، وتم إبرام معاهدة سلام، زال على إثرها أي نفوذ لأنتيجونس في الشرق.
كان على أنتيجونس أن ينتبه لتهديداتٍ أخرى يقوم بها خصمه القديم بطليموس، الذي بدأ في التوسع وكسب مزيد من الأراضي في بحر إيجه، فأمر ابنه ديمتريوس بالاستيلاء على بلاد اليونان، كما كان عازمًا على إضعاف بطليموس من خلال الاستيلاء على أهم ممتلكاته في البحر المتوسط؛ جزيرة قبرص.
قد يعجبك: بداية دولة البطالمة في مصر
ديمتريوس يتجه إلى جزيرة قبرص
في أوائل 306 ق.م. غادر ديمتريوس أثينا وتوجه نحو قبرص، وفي طريقه توقف في رودس، على أمل تعزيز جيشه بالبحرية الروديانية الهائلة، إلا أن أهل رودس رفضوا الانضمام إليه، وآثروا البقاء على الحياد، خلال الحرب المرتقبة بينه وبين بطليموس.واصل ديمتريوس المسير حتى وصل إلى سيليشيا وحصل على تعزيزات إضافية أرسلها له والده، ثم اتجه إلى قبرص، ونزل بقواته في شبه جزيرة كارباس Karpass في ربيع 306 ق.م. ، وكان جيشه يتألف من 15000 من المشاة، و400 من الفرسان، وكان لديه 110 سفينة ثلاثية المجاديف، و 53 سفينة حربية ثقيلة، والعديد من ناقلات الجنود.
سرعان ما عزز ديمتريوس مواقعه في الجزيرة، وقام بالاستيلاء على مدن كارباسيا، وأورانيا، ثم تحول إلى هدفه الرئيسي مدينة سلاميس.
مع اقتراب ديمتريوس من سلاميس، كانت القوات البطلمية المتمركزة فيها تبلغ 12000 من المشاة، و 800 من الفرسان، تحت قيادة منيلاوس شقيق بطليموس.
المواجهة البرية في سلاميس
خرجت القوات البطلمية إلى سهلٍ قريبٍ من مدينة سلاميس، لمواجهة قوات ديمتريوس، ودارت معركة بين الطرفين، انتصر فيها ديمتريوس، وقتل 1000 وأسر 3000 من قوات منيلاوس.تراجع منيلاوس مع ما تبقى من قواته إلى داخل مدينة سلاميس، وبدأ ديمتريوس في فرض الحصار على المدينة برًا وبحرًا، وكان جيش ديمتريوس مجهزًا بأفضل أدوات الحصار في ذلك الوقت، ومنها المقاليع، والقاذفات، وأبراج الحصار، ومع القصف المتواصل للجدران؛ كانت المدينة على وشك السقوط، إلا أن منيلاوس بادر بالهجوم على أبراج الحصار وقام بحرقها، مما ساهم في تخفيف الضغط عن المدينة.
في تلك الأثناء كان منيلاوس قد أرسل إلى أخيه بطليموس يطلب النجدة، فقام هذا الأخير بتجهيز إمدادت سريعة، حتى لا يفقد جزيرة قبرص بالغة الأهمية، فجمع أسطول كبير مكون من 140 سفينة حربية، و 200 ناقلة جنود، تحمل نحو 10000 من المشاة، وفور وصوله إلى الجزء الجنوبي من جزيرة قبرص، انضمت له قوات أخرى.
المعركة البحرية في سلاميس
أرسل بطليموس رسالة إلى أخيه منيلاوس مفادها أنه إذا استطاعا الجمع بين قواتهما البحرية معًا، سيكون لهما تفوقًا عدديًا واضحًا على قوات ديمتريوس، وبالفعل جهز منيلاوس 60 من سفنه للانضمام إلى سفن بطليموس.علم ديمتريوس بالأمر، تقدم بسفنه وعليها مجموعة من خيرة جنوده، ومجهزة بأفضل أدوات الحصار، إلى ميناء سلاميس لتقوم بغلق المضيق الضيق المؤدي إلى ميناء سلاميس، ومنع سفن منيلاوس من الخروج والانضمام إلى بطليموس.
عندما أدرك بطليموس فشل خطته، استعد لبدء المعركة بما لديه من قوات، وفور رؤية ديمتريوس لقوات بطليموس تقترب، أعاد تنظيم صفوفه، وأرسل عشر سفن لتحكم غلق ميناء سلاميس وتمنع خروج سفن منيلاوس خلال المعركة.
وضع ديمتريوس أقوى سفنه على اليسار في خطٍ مزدوج، على أمل أن يسحق ميمنة قوات بطليموس، ونشر السفن المتبقية على خط واحد، ومع عدم امتلاكه للخبرة الكافية في الحرب البحرية، عهد ديمتريوس بالقيادة إلى الأدميرال ميديوس، وتبنى بطليموس استراتيجية مماثلة، وقام بتعزيز جناحه الأيسر.
بدأت المعركة بتقدم الجناح الأيسر القوي من قوات ديمتريوس للضغط على ميمنة بطليموس، واستطاعت سفن ديمتريوس القوية، والمجهزة بآلات الحصار، أن تدمر السفن المقابلة لها بسرعة ملحوظة، ثم أمر ميديوس السفن بالتحرك يمينًا لتدمير باقي الأسطول البطلمي.
في تلك الأثناء نجح بطليموس في التغلب على الجناح الأيمن لديمتريوس، ولكن هجومه كان بطيئًا للغاية، فبينما كان يشرع في تطويق قلب قوات ديمتريوس؛ أدرك أن باقي أسطوله قد تم تدميره، وأيقن أنه خسر المعركة، فبدأ في التراجع والانسحاب.
في ذلك الوقت نجح منيلاوس في اختراق الحصار المفروض على مدخل ميناء سلاميس، واستطاع الخروج بسفنه، ولكن بعد فوات الآوان، حيث كان بطليموس قد انسحب بالفعل بعد أن تكبد خسائر فادحة، حيث تم تدمير 80 سفينة، وأكثر من 40 سفينة حربية، و100 سفينة إمداد قد تم أسرها بطواقمها، بينما اقتصرت خسائر ديمتريوس على خسارة 20 سفينة تم تدميرها.
نتائج معركة سلاميس
بعد الانتصار الحاسم الذي حققه ديمتريوس على بطليموس في المعركة البحرية، استسلمت مدينة سلاميس لديمتريوس، وفر منيلاوس هاربًا صوب مصر، وعاد إلى الإسكندرية.مع سقوط سلاميس، سقطت جميع الممتلكات البطلمية الأخرى في قبرص، وفي المجمل أسر ديمتريوس 16000 من المشاة و800 من الفرسان، وانضم غالبيتهم إلى جيش أنتيجونس.
وبالنسبة لبطليموس، كانت النتيجة كارثية، حيث خسر جزيرة قبرص، وهي واحدة من أهم ممتلكاته لصالح أكبر خصومه أنتيجونس، والذي أصبح الآن مهيمنًا على أكثر الأقاليم في البر والبحر.
اتخذ أنتيجونس الانتصار الكبير في سلاميس ذريعةً لإعلان نفسه ملكًا، خاصة بعد فراغ العرش المقدوني منذ قيام كاسندر حاكم مقدونيا بقتل الطفل الإسكندر الرابع الوريث الوحيد المتبقى من الأسرة المقدونية الحاكمة.
سار باقي قادة الإسكندر وخلفائه على نفس النهج، وأعلنوا نفسهم ملوكًا، حيث أعلن بطليموس نفسه ملكًا في عام 305 ق.م.، ليبدأ بذلك المرحلة الثانية من حكمه لمصر، كملك وليس والي، كما كان في السابق.
قد يعجبك: الإسكندرية البطلمية مدينة متعددة الأعراق