مع تفشي فيروس كورونا المستجد COVID19 في العديد من دول العالم وتخطي عدد الحالات المصابة به في الوقت الراهن 140 ألف حالة، تحول هذا الفيروس إلى وباء عالمي، مما دفع كثير من الحكومات والمنظمات إلى إتخاذ العديد من التدابير والقرارات الاستثنائية، للعمل على مواجهته والحد من انتشاره السريع، وبالطبع كان تعطيل الدراسة، وإلغاء الفعاليات التي تشهد تجمعاتٍ كبيرةٍ؛ من أهم القرارت التي إتُخِذَت على مستوى العديد من البلدان.
كرة القدم هي الرياضة الأعلى شعبية على مستوى العالم، فهي تشهد حضوراً جماهيرياً ضخماً قد يصل إلى 100 ألف مشجع في المباراة الواحدة! وهذا يعني كارثة محققة في حال وصول فيروس كورونا إلى ملاعب كرة القدم.
وجاء إعلان منظمة الصحة العالمية بالأمس عن كون أوروبا هي البؤرة الرئيسية حالياً لفيروس كورونا المستجد، متزامناً مع إيقاف النشاط الكروي في الدوريات الخمس الكبرى وبطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.
إيطاليا أكبر المتضررين وكورونا يصيب لاعب يوفنتوس
أصبحت إيطاليا في حالة من العزل التام عن العالم الخارجي نظراً لتفشي فيروس كورونا فيها بشكل كبير، وتسجيل المئات من حالات الوفاة نتيجة الإصابة بهذا الفيروس القاتل.
في البداية تم الاستقرار على لعب مباريات الدوري الإيطالي بدون جماهير، ولكن لم يكد هذا القرار يُطبق حتى تم الإعلان رسمياً عن إصابة أحد لاعبي فريق يوفنتوس "دانييلي روجاني" بفيروس كورونا، مما استدعى إيقافاً فورياً للبطولة لأجلٍ غير مسمى، ووضع اللاعبين تحت الملاحظة الطبية للتأكد من سلامتهم.
وقد حاول الإتحاد الإيطالي لكرة القدم إقناع الأندية بإنهاء المسابقة بمباريات فاصلة أشبه بمباريات التصفيات لتحديد بطل الدوري والأندية الهابطة، إلا أن هذا الإقتراح قوبِل بالرفض من جانب الأندية.
كورونا يضرب الدوري الإنجليزي وأرتيتا و أودوي أول المصابين
في إنجلترا تلقى الناس خطاباً صادماً من رئيس الوزراء "بوريس جونسون" قال فيه إن على الجميع الاستعداد لأمور مؤلمة مثل فقدان أحباءٍ لهم بسبب فيروس كورونا المستجد COVID19.
كان نادي أرسنال قد أعلن إصابة مدربه "ميكيل أرتيتا" بفيروس كورونا، كما أكد تشيلسي إصابة لاعبه "هودسون أودوي"، فيما قام إيفرتون بعزل لاعبي الفريق بالكامل بعد ظهور أعراض المرض على أحد اللاعبين.
ومع هذ الوضع الخطير تم إيقاف الدوري الإنجليزي حتى 4 أبريل المقبل، على أن تُستأنف المباريات في ذلك التوقيت وفقاً للتعليمات الطبية، والظروف القائمة حينها.
ألمانيا تتراجع وتعلق الدوري
إتخذت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم أمس الجمعة قراراً بإيقاف الدوري الألماني، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد ساعاتٍ قليلة من إعلانها إقامة مباريات الجولة 26 في موعدها بداية من الجمعة ولكن بدون حضور الجماهير.
وكان الإتحاد الألماني قد أعلن إنه حصل على الضوء الأخضر من وزارة الصحة الألمانية بلعب مباريات الجولة، مما عرضه لموجة من الإنتقادات اللاذعة كان أبرزها من جانب لاعب بايرن ميونيخ "تياجو ألكانترا" الذي كتب على مواقع التواصل "هذا جنون! توقفوا عن الاستخفاف بالموضوع". ومع تصاعد الضغوط أعلن الإتحاد الألماني إيقاف الدوري وجميع مباريات كرة القدم حتى 2 أبريل القادم.
التوقف يطال الدوري الإسباني والفرنسي
أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم إيقاف مباريات المسابقة لمدة أسبوعين على الأقل، بسبب المخاوف من زيادة انتشار فيروس كورونا، وأوضحت الرابطة أنها اتخذت هذا القرار في أعقاب قيام نادي ريال مدريد بوضع جميع لاعبيه في الحجر الصحي، بعد إصابة أحد لاعبي السلة بالنادي بالفيروس.
وفي فرنسا قررت الرابطة الفرنسية لكرة القدم تعليقاً فورياً لمباريات الدوري بدرجتيه الأولى و الثانية، لأجلٍ غير مسمى بسبب انتشار الفيروس بشكل متزايد داخل البلاد.
الفيفا يؤكد على تعليق النشاط الكروي
أصدر الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بياناً أمس الجمعة، أوصى فيه بتأجيل جميع المباريات الدولية المقررة في مارس وأبريل بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد وتحوله إلى وباءٍ عالمي.
وأكد الفيفا على أن الأندية لن تكون ملزمة بترك لاعبيها للمشاركة في أي مباريات تُقام خلال تلك الفترة، كما يجوز لأي لاعب رفض استدعاء منتخب بلاده دون التعرض لعقوبات.
وأشار الفيفا إلى أن إقامة المباريات خلال الظروف الراهنة سيمثل خطراً كبيراً على اللاعبين والجماهير والأطقم التدريبية.
وفي شأن متصل عقد رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم "جياني إنفانتينو" اجتماعاً مع "تيدروس أدهانوم جيبريسوس" المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لمناقشة آلية تعامل منظومة كرة القدم مع الانتشار المتسارع لفيروس كورونا.
كما دعى الإتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا" جميع الأعضاء للمشاركة في اجتماع عبر الفيديو يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة تداعيات انتشار فيروس كورونا على منافسات كرة القدم مثل كأس الأمم الأوروبية 2020.
في ظل الانتشار الكبير لفيروس كورونا المستجد ومع كل تلك التطورات المتلاحقة، هل ترى إمكانية إقامة كأس الأمم الأوروبية 2020 الصيف المقبل كما هو مقرر؟