يُعد عبد اللطيف أبو هيف واحد من أبرز الرياضيين الذين أنجبتهم مدينة الإسكندرية، حيث يعتبر واحد من أفضل سباحي المسافات الطويلة على مر العصور، و في 2001 تم إختياره سباحاً للقرن العشرين في سباحة المسافات الطويلة، ولقبته الصحف ووسائل الإعلام الغربية بـ "تمساح النيل".
المولد والنشأة
وُلِد عبد اللطيف خميس أبو هيف بحي الأنفوشي في الإسكندرية في 30 يناير 1929، وبدأت موهبته في السباحة تظهر في مراحل الطفولة، وشارك في السباقات والبطولات المحلية في الإسكندرية وحقق نجاحات مبهرة، وتُوِج بطلاً لمصر لعشر سنوات متتالية، وذاع صيته، وخلال فترة قصيرة أصبح بطلاً للعالم في سباحة المسافات الطويلة.
تخرج أبو هيف في كلية "سانت هيرست العسكرية" في لندن عام 1956، وحتى إلتحاقه بالدراسة في تلك الكلية كان مرتبطاً بتفوقه الكبير في السباحة، ففي عام 1951 نجح عبد اللطيف أبو هيف في عبور "بحر المانش" للمرة الأولى، وأراد حاكم مصر في ذلك الوقت الملك "فاروق الأول" تكريمه على هذا الإنجاز، فاختار أبو هيف أن تكون مكافأته هي الإلتحاق بأفضل الكليات الحربية في العالم.
قد يعجبك: البطل الأوليمبي السكندري ابراهيم مصطفى
تخرج أبو هيف في كلية "سانت هيرست العسكرية" في لندن عام 1956، وحتى إلتحاقه بالدراسة في تلك الكلية كان مرتبطاً بتفوقه الكبير في السباحة، ففي عام 1951 نجح عبد اللطيف أبو هيف في عبور "بحر المانش" للمرة الأولى، وأراد حاكم مصر في ذلك الوقت الملك "فاروق الأول" تكريمه على هذا الإنجاز، فاختار أبو هيف أن تكون مكافأته هي الإلتحاق بأفضل الكليات الحربية في العالم.
قد يعجبك: البطل الأوليمبي السكندري ابراهيم مصطفى
إنجازات مبهرة
لم يكن حصول عبد اللطيف أبو هيف على لقب "سباح القرن العشرين" في السباحة الماراثونية أو سباحة المسافات الطويلة من باب الصدفة؛ فقد استطاع أبو هيف تحقيق إنجازات هائلة لم يستطع غيره من السباحين حتى الاقتراب منها.من أبرز إنجازات عبد اللطيف أبو هيف في سباحة المسافات الطويلة:
- عبور بحر المانش بين "دوفر" في إنجلترا و "كاليه" في فرنسا في ثلاث مناسبات، أعوام 1951، 1953، 1955. ومن المعروف بأن عبور المانش هو أكبر تحدي قد لأي سبَّاح، نظراً لأمواجه العاتية وبرودته الشديدة، وفي 1955 كان عبوره المانش من خلال أول "سباق دولي للمانش" حيث انتزع المركز الأول عن جدارة، على الرغم من مشاركة العديد من السباحين العالميين.
- فاز أبو هيف بسباق "كابري-نابولي" -أحد أشهر سباقات سباحة المسافات الطويلة في القرن العشرين- والذي يمتد لمسافة 36 كيلومتر في خليج نابولي بإيطاليا، مرتين عامي 1963، 1964.
- الفوز بسباق "ريو دي لا بلاتا" في الأرجنيتين والذي يمتد لمسافة 250 كيلومتر من "روساريو" إلى "بوينوس أيريس"، قطعها أبو هيف في 60 ساعة.
- الفوز بسباق التتابع في "مونتريال" بكندا عام 1965 بطريقة استثنائية، فمن المعروف في سباقات التتابع أن يتناوب سبَّاحيْن السباحة كل ساعة بالتبادل فيما بينهما، ولكن السبح الإيطالي الذي رافق أبو هيف غادر السباق مبكراً بسبب المرض الناتج عن البرودة الشديدة، وأصر أبو هيف إكمال السباق منفرداً، وواصل السباحة لما يقرب من 30 ساعة حتى استطاع الفوز بالسباق والحصول على المركز الأول.
- حصل عبد اللطيف أبو هيف على المركز الأول في سباق "نهر السين" بفرنسا عام 1952.
- الفوز بسباق في بحيرة "ميتشجن" في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1963 ، والذي بلغت مسافته 135 كيلومتر، قطعها أبو هيف في 30ساعة.
تكريم وجوائز
على مدار مسيرته الحافلة في سباحة المسافات الطويلة حصل عبد اللطيف أبو هيف على العديد من الأوسمة والجوائز تقديراً لجدارته وتفوقه الكبير، نذكر منها:- الحصول على لقب سباح القرن العشرين في مايو 2001 من الإتحاد الدولي لسباحة المسافات الطويلة.
- الحصول على وسام الرياضة من رئاسة الجمهورية في مصر.
- تم اختياره كأفضل رياضي في العالم عام 1963 من خلال استفتاء سنوي في إيطاليا لإختيار أفضل نجوم الرياضة في العالم.
- تم إطلاق اسمه على أحد الشواطئ الكبرى في مسقط رأسه بمدينة الإسكندرية، وهو شاطئ "أبو هيف" الشهير بمنطقة سيدي بشر.
مواقف إنسانية لأبو هيف
عُرف عن البطل العالمي عبد اللطيف أبو هيف التواضع الشديد والأخلاق الرياضية الرفيعة، وله العديد من المواقف النبيلة خلال مسيرته الرياضية، مثل:- تبرعه بقيمة جائزته المالية في إحدى السباقات لأسرة السباح الإنجليزي "ماتيوس ويب" الذي غرق أثناء عبوره بحر المانش.
- كما تبرع بجائزة أخرى للسباح الفرنسي "جورج فاليري" بعد إصابته بالشلل.
- تقاسم جائزة فوزه بسباق مونتريال مع رفيقه الإيطالي على الرغم من إنسحاب الأخير منذ بداية السباق.
كل تلك المواقف النبيلة جعلت عبد اللطيف أبو هيف محل إحترام وتقدير العالم، على مدار مسيرته، وحتى إعتزاله في عام 1973 وهو في سن 45 عام.
المرض والوفاة
عانى عبد اللطيف أبو هيف في أواخر أيامه من آلام في الكبد، بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكري، بجانب سرطان جلدي في الرأس، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية، فتم نقله إلى مستشفى المعادي العسكري في القاهرة لتلقي العلاج.ورفض أبو هيف السفر للعلاج بالخارج على نفقة الدولة وفضَّل تلقي العلاج في مصر، وبعد دخول المستشفى بعشرة أيام وتحديداً في 23 أبريل 2008 تُوفي عبد اللطيف أبو هيف عن 79 عاماً، تاركاً خلفه إنجازات غير مسبوقة في سباحة المسافات الطويلة، وسيرة طيبة صنعها تواضعه وأخلاقه الرفيعة.
قد يعجبك: البطل الأوليمبي السكندري محمد علي رشوان